" حرقوا لي قلبي الله يأخذ فيهم الحق " بهذه العبارة غادرت إحدى النسوة في عقدها الخامس من العمر مدخل زنقة الخضارة والرحبة القديمة على مشارف مدخل ساحة العلويين " أسراك "، وذلك بعد تعرضها لسرقة محفظة نقودها التي تحتوي على مبلغ من المال وبطاقتها الوطنية بعدما تمكن الفاعل أو الفاعلين من تمزيق جيب جلبابها بواسطة آلة حادة دون شعور الضحية، هذه الأخيرة وبعد وقوع الحادث فضلت العودة إلى بيتها وهي تردد العبارة سالفة الذكر والدموع قد غمرت عيناها، كل ذلك دون أن تتمكن من قضاء مآربها التي من اجل حلت ب " السويقة العشوائية "
" وبذلك ينضاف اسمها إلى لائحة الضحايا الذي تعرضوا لسرقة نقودهم وهواتفهم النقالة عن طريق النشل، من بينهم زبناء بعض الوكالات البنكية القريبة من المنطقة المعروفة لدى الخاص والعام، والذي تكبد احدهم خسارة مالية عندما تعرضت أمواله للسرقة بعد ثوان فليلة من مغادرته الوكالة، هذا ونشير إلى أن ظاهرة السرقة بالنشل والتي تأتي على الأخضر واليابس، قد ارتفعت بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة وخاصة في الأيام الأولى من شهر الصيام وشهر الغفران، نتج عنها ارتفاع الأصوات المندد بوضح حد للظاهرة التي يذهب ضحيتها أناس بسطاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك بكل من السويقة السالف ذكرها أو بزنقة الخضارة أو على طول الأزقة في اتجاه ضريح سيدي أوسيدي من جهة والزاوية التيجانية حيث كان ضحية إحدى العمليات الإجرامية حيث سرقة نقوده وتمزيق جلبابه هو الآخر، وكان ذلك يوم الأربعاء الماضي مسن في عقده السابع من العمر، سقط على إثرها أرضا وأغمي عليه، وكان أن يلفظ أنفساه الأخيرة من شدة الصدمة لولا تدخل عدد من المواطنين، وبهذه المواقع ونظرا للسياسية المتعبة من طرف الجهات المعنية بدون استثناء، نفس الظاهرة يعيش على إيقاعها سوق جنان الجامع أي السوق البلدي الذي يقال عنه أن منظم، لكن بالوقوف على حالته هو الآخر بسبب تغاضي السلطة المحلية والمجلس البلدي عما يعرفه الملك العام داخل السوق، وهذا ما ساهم بشكل كبير في جعل المتبضعين أو حتى المارة منهم لقمة طرية وسهلة المنال، حيث بنفس الطرق المذكورة، وجد اللصوص أو كما يحلو للبعض تسميتها بالشفارة والذي يمكن القول أنهم معدودون على رؤوس الأصابع لهم شهرتهم في هذا الميدان، ضالتهم إما بالطريقة التقليدية المعروفة باعتماد آلة حادة أو تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض في واضحة النهار أو كما يقال بالعامية " وعلى عينك ابن عدي "، ولعل ما ساعدهم في تنفيذه عمليات الإجرامية هو تضييق الخناق على المارة بسبب السلع المنتشرة هنا وهناك وحتى في الممرات العمومية، أو نتيجة إغلاق الطرق باحتلال أصحاب الدكاكين للمكل العام بشكل عشوائي حيث عرض السلع خارج الإطار القانوني المسموح به تحت غطاء ما يسمي بالاستغلال المؤقت، الذي يمكن القول إن صح التعبير أن المجلس البلدي أو السلطة المحلية لا يلزمها بتاتا اعتماده نظرا لضيق أزقة المدينة، إضافة إلى ما سبق ذكره هناك الغياب التام للسلطة المحلية والدور الفعال للمجلس البلدي الذي لم يعد يفكر إلا في الوصول المقاعد ومن بعده الطوفان، فلا تنظيم للتجارة الداخلية، ولا تنظيم للباعة المتجولين إلى غير ذلك، على العكس من ذلك فالفوضى هي سيدة الموقف، إضافة إلى غياب دور الدوريات الأمنية بعين المكان، كلها عوامل ساهمت بشكل أو بآخر في تنامي الظاهرة بشكل كبير، وهذا ما فتح المجال للشفارة واللصوص إلى الرفع من وثيرة نشاطهم الإجرامي والتغاضي عنهم من بعض مستغلي الملك العام بطريقة غير شرعية، أما سوق باب الخميس الحديث العهد والذي يقع خارج أسوار المدينة فالحديث عن ظاهر السرقة بالنشل فنتائجها وعدد ضحاياها لا تحتاج إلى أي تعليق.
منقول : http://soussdraa.com/modules/news/article.php?storyid=198
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق