كشفت التحركات الأمنية الأخيرة عن أن شبكات التهريب الدولي للمخدرات على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لا تزال تحتفظ بقدر كبير من القوة، رغم الحملات المستمرة وتفكيك عدد من هذه الشبكات في العام الماضي. حيث لم تؤثر هذه الأخيرة على تشبث مافيات تهريب المخدرات بالمنطقة كموقع استراتيجي لإطلالها على البحر الأبيض المتوسط قبالة القارة الأوربية، وقربها من منطقة كتامة والنواحي المعروفة بإنتاجها للمخدرات كزراعة أساسية. وأقرت التحقيقات الجارية في الساحل الشمالي للمغرب، بأن أباطرة المخدرات يستمدون جزءا هاما من قوتهم من تورط وتواطؤ الأجهزة الأمنية مع المهربين.
ولم تستبعد التحقيقات التي أجرتها مصالح أمنية مركزية مع شبكة تهريب المخدرات التي تم تفكيكها الأسبوع المنصرم بالناظور، تورط وتواطؤ العديد من عناصر الدرك الملكي والبحرية الملكية والقوات المساعدة مع عناصر الشبكة الموقوفة، و يجري حاليا بأمر من الوكيل العام للملك، استنطاق جميع الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في إطار هذه القضية، كما أعفتهم السلطات المختصة من مهامهم في مؤسساتهم الأصلية، وذلك في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن مصالح الأمن التي كانت قد تمكنت، يوم الأحد الماضي، من تفكيك "شبكة هامة" لتهريب المخدرات نحو إسبانيا يقودها تاجر المخدرات "م.ل"، الموقوف يوم الأحد الماضي، قد تكون نقلت عشرات الأطنان من مادة الشيرا، على متن قوارب ذات سرعة عالية (غو فاست)، وذلك انطلاقا من سواحل منطقة الناظور، خاصة، قرية أركمان، وبوغافر وغوروكو، ورأس الماء، وتشارانا. وحسب النتائج الأولية للتحقيق، فإن هذه الشبكة كانت تعتمد على وسائل مالية ولوجيستكية وبشرية هامة، في توفير وتعبئة ونقل المخدرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق