الخميس، 23 أبريل 2009


اثار فلم حجاب الحب ضجتا كبير في وسط المجتمع المغربي بين مؤيد ومعارض له ولقدتطرق الفلم لقضيت المتحجبات الغير المتدينات اللواتي يتخدن من الحجاب وسيلة لتغطية على افعالهن المشينة .


قليلة هي الأفلام المغربية التي تتناول ظواهر اجتماعية ذات حساسيات دينية، بشكل مباشر، اذ ان اغلب المخرجين يبتعدون عن هذه المواضيع المثيرة للجدل في مجتمع اصبح مقسما بين تيارين متواجهين، على الاقل اعلاميا، واحد يدافع عن القيم الدينية والاخلاقية، والطابع المحافظ، والآخر يدعو إلى حرية في التفكير والسلوك والتعبير، باسم «الحداثة» من دون فرض أي «قيود» أو «وصاية» سواء كان مصدرها دينيا أو اجتماعيا. فيلم «حجاب الحب» للمخرج المغربي عزيز السالمي، الذي شارك اخيرا في المسابقة الرسمية للافلام الطويلة بالمهرجان العاشر للفيلم الوطني بطنجة، والمقرر عرضه في القاعات السينمائية نهاية الشهر المقبل، يتناول موضوع «الحجاب» للمرة الاولى في السينما المغربية، ويربطه بعلاقة المرأة بالرجل، فبطلة فيلمه حياة بلحلوفي، الجزائرية ـ الفرنسية، التي بالكاد تنطق الحروف العربية، طبيبة اطفال شابة وجميلة «نشأت في وسط برجوازي محافظ، لا يسمح بتاتا بان تعاشر المرأة الرجل قبل الزواج»، كما جاء في ملخص للفيلم.

ينحصر محيط البطلة الاجتماعي ما بين المستشفى، وصديقاتها الاربع، اللواتي يجتمعن باستمرار، خارج البيت في العلب الليلية، إلى ساعة متأخرة، أو في بيت احداهن للثرثرة، أو في محل للحلاقة والتجميل، حيث لا حديث سوى عن الجنس والرجال.

وفي احدى هذه الخرجات ستلتقي «البتول» وهو اسم يحمل دلالة، برجل اسمه حمزة يمثل دوره الممثل يونس مكري، فيعجبان ببعض، بالرغم من انهما مختلفان كليا على مستوى السلوك والتفكير، فالبتول فتاة محافظة وملتزمة دينيا، وتفكر في ارتداء الحجاب، الان لقاءها بحمزة ثم وقوعها في غرامه، يدفعانها، من دون ادنى تردد إلى مرافقته إلى البيت، واقامة علاقة محرمة معه، ثم تتكرر هذه العلاقات طوال مدة الفيلم لتصبح السبب الوحيد الذي يجمعهما.

بعد نقاش سطحي بين الصديقات لا يفرضه أي سياق درامي، تعبر كل واحدة منهن عن موقفها من الحجاب، حيث تقرر إحدى صديقاتها وهي طبيبة تعمل بنفس المستشفى، ارتداء الحجاب من اجل الحصول على زوج!، بينما الاخريات يرفضن الفكرة، كل واحدة بحسب حجتها، اما البتول فتقتنع هي الاخرى بارتدائه، تكفيرا عن الأخطاء التي ترتكبها في حق الله، كما جاء على لسانها.

وفي البيت تظهر البتول، وهي ترتدي الحجاب، وتصلي، وتقرأ القرآن، لكن بمجرد لقائها بحمزة الذي يفاجأ بالمنديل الذي تضع فوق رأسها، معبرا عن امتعاضه وسخريته، لا تتورع في الارتماء بين احضانه، في أي مكان، من دون أي شعور بتأنيب الضمير، طالما ان ما تقوم به هو «تعبير عن الحب»، وليس «حراما»، كما يأتي على لسانها في حوار مع صديقتها.

تحمل البتول، وهنا يصبح الجنين الذي في بطنها حراما، فتذهب لحمزة، وكأنها مراهقة، لإقناعه بالزواج منها، بالرغم من انه يرفض الزواج من الأصل، بسبب تجربة فاشلة مع زوجته الأولى التي سافرت، وتركته يربي ابنتهما الوحيدة، معتبرا حدث الحمل «مساومة» من طرفها للايقاع به في شرك الزواج.

وتكتشف البتول بعد مدة قصيرة بان حمزة كان يتلاعب بمشاعرها، وانه ربط علاقة جديدة مع إحدى صديقاتها، بعدما فشل في إقناعها بخلع الحجاب، واستمرار علاقتهما من دون زواج. عندها تقرر تركه بدورها، وتؤكد أنها ستربي طفلها المقبل بمفردها من دون أب، بعد ان رفضت فكرة الإجهاض.

ولولا العامية المغربية، الذي تحدث بها الممثلون، وغطاء الرأس الذي تضعه بطلة الفيلم، في بعض المشاهد، لاقتنعنا بان الامر يتعلق بحلقة مختصرة من مسلسل مكسيكي، فإقحام موضوع الحجاب في الفيلم لم يكن مقنعا، وليس له أي مبرر درامي، فالمخرج تناوله بشكل سطحي، وتعمد إفراغه من مضمونه الديني والأخلاقي، ليقنعنا بانه لا يمكن ان يقف «حاجزا» أو «حجابا» أمام إقامة علاقات جنسية خارج الزواج، فسلطة الحب التي اختزلها في الرغبة الجنسية، هي أقوى من أي وازع ديني أو أخلاقي، أو ربما لا يرى أي تعارض بينهما، لان الفيلم بقدر ما كان جريئا في تصوير عدد من اللقطات الحميمية، لم تكن له نفس الجرأة في التعبير بصراحة عن الرسالة التي يريد إيصالها، فالبطلة شخصية مترددة ومنساقة، بالرغم من ان، لا وضعها المهني ولا سنها، يبرران هذا التردد والتشويش الفكري الذي تعيشه.

وهذا الامر ينطبق ايضا على صديقاتها، فلا واحدة منهن تتمتع بشخصية سوية ومتوازنة، اذ كلهن يعانين من عقد نفسية بسبب الرجل، والذي يظهر في الفيلم اما في صورة «دون جوان» الذي لا شغل له سوى إيقاع النساء في شباكه، أو الشخص العاجز والسلبي، امام المرأة، وهي الصورة التي رسمها الفيلم للرجل الملتحي المتدين، قريب البتول الذي كان يطمح إلى الزواج منها. وكلها مؤشرات تدل على أن تناول موضوع الحجاب بما يحمله من عمق وحمولة دينية لم يكن موفقا على الإطلاق، بل تم بضبابية وتسطيح وغموض، تضمن الكثير من الإساءة لمفهوم الالتزام الديني الواضح في الأذهان.

ولعل إقحام مشهد الفتيات المحجبات وهن يدخن الشيشة في أحد المقاهي في ليالي رمضان، لا تحتاج إلى تعليق. كما ان عدد اللقطات التي تظهر فيها البطلة عارية أكثر بكثير من المشاهد التي تظهر فيها مرتدية الحجاب. وهذا الرأي لا يعني القول بان المحجبات هن بالضرورة «قديسات»، الا أن الخطاب المهيمن في الفيلم يبقى «موجها» وغير بريء، ويفتقر إلى الموضوعية والواقعية.

هناك تعليق واحد:

  1. الله انعل مخرج هدا الفيلم وكل من ساهم في ادائه وكل من مثل فيه خاصة البطلة الساقطة انتو ماعندكم نفس يا مغتربة انتم تسيئون الى المغرب وطن الشرف والاسلام وليس وطنا لانثالكم ايها الاوغاد

    ردحذف

اصدقائنا على الفيسبوك